الجمعة، 24 مايو 2013

الناس ليسوا سواسية .

مايلي ، كلام جميل جدا ،، لكنه غير حقيقي :
إن البشر سواسية ، ولهم الحق ذاته في تقرير المصير وتسيير الدولة  ، الديمقراطية هي حكم الشعب ، وإجماع الشعب لا يخطئ .

أما ما يلي فكلام حقيقي ،، لكنه غير جميل :

اعلم أن كل امرئ يقول أن الشعب يريد كذا ؛ كذاب .
إن اتفاق اثنين على شيء واحد أبدا أمر مستحيل  ، فما بالك باتفاق شعب !

إن حق الشعب الذي ينبغي أن نقاتل من أجله هو حرية الاعتقاد والفكر وتصرف الفرد في حياته الشخصية ، أما التدخل في شوون الدولة فليس حقا طبيعيا .
إن الديمقراطية هي الصورة المثلى للحكم حتى هذه الساعة ، وهي لاريب ، خير من استبداد لا نعلم نهايته ، ولو كان استبدادا عادلا يبني ولا يهدم .
ولكن ، يبقى في الديمقراطية جانب بغيض ، هو تساوي الأشراف والأنذال ، العلماء والجهلاء ، المخلصين والنفعيين ، في حق تقرير مصير البلاد ، واختيار نواب وحكام على غير بصيرة تكون نتيجتها كهذه التي نشهد في بلادنا اليوم .

رغم أنها - حتى هذه اللحظة - هي الحل ،، ولكنها لن تظل كذلك إلى الأبد .

إن كتابا نعرفه جميعا كان يدعو إلى الديمقراطية دعوة زعم أن كل دعوة غيرها تخالف روحها ، ولكن آخر سطر في شرحها كان :

هذا من الناحية النظرية ، أما في الحقيقة ، فإن الأقوياء هم من يحكمون دائما .

الكلام الأخير ليس جميلا ، وأرجو أن لا يكون حقيقيا .

الثلاثاء، 21 مايو 2013

الكلمة الأولى : جدوى التدوين .

لم يكن في الحسبان أن أكتب مدونة ، رأيت الأمر متاحا فقلت لنفسي : لم لا ؟
غاية الأمر أني مؤمن بأن ما نكتب اليوم إن لم يكن مفيدا للحاضرين ؛ فسيتخذ من يأتي بعدنا هذا الذي سخرنا منه وزهدنا في تسجيله مرآة يرون فيها تاريخ آبائهم ، لا تاريخ السياسة والحروب ، بل تاريخ المغمورين الذين يسقطون من حساب الناس ساعة موتهم .
أشعر بأسى لأن الليبيين قبل قرون لم يكن في وسعهم تدوين حياتهم في يسر كما هي الحال اليوم ، ولو كانوا يستطيعون ، لرحمونا من عناء الشك والظن والترجيح ، لا أثق فيمن كتبوا التاريخ ، منهم من لا أثق في غرضه ، ومنهم من لا أثق في قدرته على النقل الدقيق ، وأعتقد أن التاريخ الحقيقي للإنسان هو تاريخ البسطاء الذين لم يكونوا كتابا يصنفون الكتب ، ولا أمراء يُملون إرادتهم على الناس .
الأبطال يسيرون التاريخ ، ويغيرون مجراه ، أما التاريخ نفسه فهو حياة البشر المنسيين .
من أجل ذلك أشعر بالأسى أن ضاعت حياة الأولين في بلادنا هذه خاصة ، وفي العالم عامة ، ولا نستطيع اليوم أن نتبين ملامح تاريخنا إلا في مرآة المؤرخين والرحالين .
من يدري ، قد لا يقرأ اليوم هذا الكلام الذي يكتبه مواطن ليبي ولا غيره مما يُكتب في المدونات أحد ، ولكن قد يصير يوما ما كنزا إذا ما حُفظ ، بعد سنين أو بعد قرون .